❗️sadawilaya❗
✍️ بقلم: الإعلامية اليمنية بدور الديلمي – صحفية وباحثة في الشؤون السياسية والإقليمية
منذ فجر التاريخ، لم تكن المعارك مع العدو تُحسم فقط بمدى قوة السلاح أو عدد المقاتلين، بل كانت الكلمة الحرة والقلم المقاوم جزءًا أصيلًا في صياغة الوعي الجمعي وصناعة إرادة الأمة. وفي صراعنا اليوم مع العدو الصهيوني وحلفائه الإقليميين والدوليين، تبرز أهمية الوعي كسلاح لا يقل فتكًا عن الرصاص، بل قد يكون أكثر تأثيرًا على المدى البعيد.
الكلمة… طلقة الوعي التي لا تُكسر
الكلمة الصادقة قادرة على فضح جرائم الاحتلال، وكشف خيانة المتواطئين، وإسقاط الأقنعة عن أنظمة باعت نفسها للعدو مقابل رضا البيت الأبيض أو فتات المال الخليجي. إنها الرصاصة التي لا تحتاج إلى بارود، لكنها تخترق الحصار الإعلامي وتكسر جدار الصمت الذي يُراد فرضه على غزة وفلسطين واليمن ولبنان وكل ساحات المواجهة.
إن العدو يدرك خطورة الكلمة، لذلك يسعى إلى شراء الأقلام، وتدجين الصحف، وتكميم الأفواه الحرة، لأنه يعلم أن الشعوب الواعية أخطر عليه من آلاف الصواريخ. فوعي الجماهير يعني استحالة تمرير مخططاته مهما حشد من جيوش وأسلحة.
القلم… درع الحقيقة في مواجهة التضليل
الإعلام المقاوم ليس ترفًا، بل هو جبهة حرب حقيقية. فكما يقف المقاتل في المتراس، يقف الصحفي الحر على جبهة الكلمة، يدافع عن الحقيقة بوجه ماكينة التضليل الغربية والصهيونية والعربية المطبّعة. إن القلم المقاوم يكتب التاريخ بدماء الشهداء، ويمنع العدو من تزوير الذاكرة، ويحوّل المأساة إلى قضية، والمعاناة إلى صرخة توقظ الضمير الإنساني.
ولنا في المقاومة اللبنانية والفلسطينية واليمنية شواهد حية: فالكلمة الواعية كانت دائمًا تُهيئ الأرضية للرصاصة، وكانت الأقلام الحرة تفتح الطريق أمام وعيٍ شعبيٍ يتلقف خطاب المقاومة ويؤمن بعدالتها.
السلاح… حارس الكلمة من الاغتيال
لا يمكن أن نغفل أن الكلمة وحدها لا تكفي في معركة مصيرية مع عدو لا يعرف إلا لغة القوة. فالبندقية تحمي ظهر الكلمة، والسلاح يحرس القلم من أن يُكسر. لذلك، فإن المعركة شاملة، تتكامل فيها الجبهات: جبهة السلاح التي تردع العدوان، وجبهة القلم والكلمة التي تُبقي القضية حيّة في ضمير الأمة.
إن العدو وحلفاءه لا يخشون المدافع والصواريخ فقط، بل يرتعبون من الكلمة الحرة التي توحّد الأمة وتفضح عمالتهم. ولهذا فإن أي محاولة للفصل بين الإعلام المقاوم والعمل العسكري إنما هي خدمة مجانية للعدو.
المعركة واحدة… والعدو واحد
اليوم، نحن أمام لحظة تاريخية فارقة. الكلمة أصبحت جبهة مواجهة لا تقل أهمية عن الجبهات العسكرية. منابر الإعلام المقاوم يجب أن تتحول إلى قلاع صلبة تُحاصر العدو وحلفاءه بالحقائق، وتواجه الأكاذيب بالوعي، وتربط ميادين الحرب بأوجاع الناس وآمالهم.
ولذلك، فإن معركتنا ضد الكيان الصهيوني وأذرعه في المنطقة هي معركة وعي وبندقية، قلم وطلقة، صوت ورصاصة. ولن يتحقق النصر إلا إذا التقت كل هذه القوى في جبهة واحدة، تؤمن أن الحرية لا تُنتزع إلا بالوعي والسلاح معًا.
الخاتمة
لا قيمة لسلاح بلا وعي، ولا أثر لكلمة بلا قوة تحميها. وإذا كانت بنادق المقاومين تصنع المعادلات في الميدان، فإن الكلمة الحرة والقلم المقاوم يصنعان وعي الأمة ويمنعان سقوطها في فخ التضليل.
ولهذا، فإن واجب كل صاحب قلم وصوت هو أن يكون في الصفوف الأمامية، جنبًا إلى جنب مع المقاتلين في الجبهات، لأن المعركة واحدة… والعدو واحد… والانتصار قادم بإرادة الوعي والسلاح معًا.